علي خط جرينتش - شادى لويس

وسمعتهم يقولون هذه أكبر جنازة شهدتها المدينة، وسيتكلم عنها الناس كما لم يتكلموا عن جنازة من قبل. وهرول الغرباء من كل صوب ليدفنوا خوفهم معه ويتركوا ماضيهم بجانبه، ويواسوا بعضهم بعضًا. كان كل من عرفتهم هناك، رجل القطن كان يعزف على آلته ألحانًا حزينة ومبهجة في الوقت نفسه، ورأيت بيبسي لأول مرة دون طباشيرها الأبيض على الوجه، وكان كايودي مبتسمًأ ملء فمه والدموع تنهمر من عينيه.

ورأيت السيدة (أ) حية، وتتكئ بيدها على كتف كتاجينا. وكان رجل الأحضان المجانية يوزعها على المعزين كعادته، لكن بصدق. ووقف جيمس المتسول، مهندمًا وبهيًا، وهو ينظر إليَّ من بعيد ببعض الخجل. طلب السماح، وسامحته دون أن نتبادل كلمة واحدة. وكانت خالتي تسير يدًا بيد مع حبيبتها تاتشر، ويوزعون الآيس كريم على الأطفال من حولنا. ورأيت بوتيستا قادمة من بعيد، انتظرتها، واحتضنتني كما في أيامنا الماضية، وهمست لي بحنان بأن الوقت قد جاء لكي ننسى. وقالت للجميع إن أخطر ما في هذا العالم هو الثلاجات وبرودتها التي من الممكن لها أن تحفظ أي شيء وكل شيء داخلها إلى الأبد.

 

 

KWD 5.000